ومع حلول الفتح الإسلامي ابتداءً من القرن السابع الميلادي
، ينتهي العهد البيزنطي وتتحول الحياة الحضرية بالمدينة إلى
مدن أخرى أسسها الفاتحون مثل: بغاي، وطبنة. وبعد قرون
من التغيرات العمرانية، غمرت الأتربة المدينة ولفها النسيان
، إلا أن الفرنسيين شرعوا في التنقيب عنها ابتداءً من عام 1880
وبقيت الأبحاث الأثرية قائمة إلى غاية استقلال الجزائر في صيف
.1962 أبرزت التنقيبات المدينة الأصلية التي بناها الإمبراطور
تراجاس، وأقام الفرنسيون متحفاً نقلوا إليه مجموعة من
التحف الأثرية الثمينة لحمايتها من النهب والتلف ومنها
جرار وأدوات فخارية ولوحات فسيفسائية جميلة كانت تغطي
أرضية المساكن الخاصة والحمامات العمومية ومجموعة
من التماثيل والنصب التي تعطي كلها صورة عن معتقدات
أهل تاموقادي عبر الكتابات والرسوم المنقوشة عليها والتي
تقود إلى التعرف على تاريخ الأفراد والمدينة، وهي نصب
موضوعة لتقديس الأموات أمامها صحون لاعتقاد الرومان
أن أرواح الموتى تستيقظ لتأكل.
التجول في مدينة تيمقاد الأثرية ممتع للغاية، خاصة إذا صادفت
دليلاً متمكناً يشرح لك بإسهاب خلفيات تشييد البنايات والطرق
والمرافق المختلفة بتلك الطريقة المتناسقة الجميلة، ومنها
تتعرف على نمط معيشة الرومان، وتتأكد من ذوقهم الفني
والمعيشي الرفيع؛ إذ لم يغفلوا بناء أي مرفق خاص بحياتهم
الاقتصادية أو الثقافية أو الدينية؛ الأسواق، المتاجر، الحمامات
، المسرح، المكتبة، المعابد، بيوت التعميد.أهم ما لفت انتباهنا
ونحن نتجول في تاموقادي هو وجود ساعة شمسية في قلب
الساحة العمومية الفوروم وهي عبارة عن خطوط طويلة
متعامدة تحدد الوقت للسكان انطلاقاً من انعكاس أشعة الشمس
على مختلف هذه الخطوط، كما تتميز المدينة باحتوائها على
مكتبة عمومية بها 8 رفوف للكتب، أربعة على اليمين وأربعة
على اليسار، وهي ثاني مكتبة رومانية في العالم آنذاك.
المنطقة تعتبر سياحية جدا للمتجهين للجزائر خصوصا بوجود مهرجان تمقاد
يتبـــــع