هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم ..
قال تعالى{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].. فإن كنت تريد أن تتأثر بالقرآن وأن تُداوي به آفات قلبك، لابد أن تُصلح علاقتك به ..
أولاً: اعلم أن هجر القرآن من أعظم العقوبات .. لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال "والقرآن حجة لك أو عليك"[رواه مسلم] .. فإيـــــــاك وهجره.
ثانياً: إياك أن تبتغي به عرضاً زائلاً من الدنيا .. لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال "اقرءوا القرآن وابتغوا به الله تعالى من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (1167)].. أي يطلبون بقراءته عاجل الثواب في الدنيا كالمال، ولا يريدون به جزاء الآخرة.
فإن كنت تريد أن تتأثر بالقرآن وأن تُداوي به آفات قلبك، لابد أن تُصلح علاقتك به ..
ثالثاً: إيــاك أن تتخذ القرآن مزامير .. النبي صلى الله عليه و سلم قال "أخاف عليكم ستا إمارة السفهاء وسفك الدم وبيع الحكم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير وكثرة الشرط" [صحيح الجامع (216)].. فلا يجوز التغني به زيادة عن الحد حتى يصير أشبه بالغناء، فالقرآن ما أنزل ليُطرب به ..
لكن الرسول صلى الله عليه و سلم أمر بتحسين الصوت بالقرآن، فقال "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا" [رواه الدارمي وصححه الألباني]ليكون له أثر على القلب وليزداد به خشية وخشوعا.
رابعاً: عليك بدوام مذاكرته .. فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال "استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا (تفلتًا) من صدور الرجال من النعم بعقلها" [متفق عليه]
خامساً: اقرأه على طهر .. ليجتمع لك طهارة الظاهر وطهارة الباطن، واتخذ سواكًا للقراءة فقد قال عليه الصلاة و السلام "طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن"[صحيح الجامع (3939)]
فى كم نختم القرآن؟ .. عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم w"اقرأ القرآن في شهر (وفي رواية: في أربعين)"، قال إن بي قوة، قال "اقرأه في ثلاث" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
فلا يمر عليك أربعين يوم بغير ختمه للقرآن، وإن لم تفعل فإنك ضائع .. ولا تقرأه في أقل من ثلاث، إلا في الأزمنة والأماكن الفاضلة كشهر رمضان والحرم المكي.
منقول