تعد فلسطين من أشهر البلاد إعلامياً وسياسياً وذلك لسببين
الأول : المكانة الدينية لها عند الأديان السماوية الثلاثة .
الثاني : المكانة الاستراتيجية المهمة لها .
ذروة فلسطين القدس
أما القدس التي تعتبر دُرتها ؛ ومن أهم عقد الاختلاف بين العرب والصهاينة ؛ فهي
هضبة غير مستوية يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين ( 720- 780 متراً )
ومناخها أقرب إلى الصحراوي ، ليس فيها أنهار ولكن تحيط بها عيون ماء كثيرة ،
وبجوارها جبال كثيرة تحيط بها كجبل شجر الزيتون ؛ الذي يعد مباركاً ؛ حيث كان يدَّهن
الملوك بزيته عند تتويجهم ، ويجاور أسوار الحرم من الجهة الشرقية ؛ وعليه ذُبحت
بقرة القربان اليهودية المقدسة ؛ كما تروي الأخبار اليهودية ؛ وذُكرت قصتها في القرآن
الكريم . وهناك جبل ( بطن الهوا ) وهو امتداد لجبل الزيتون من الجهة الجنوبية للقدس
، ويطلق عليه اليهود (جبل الفضائح) حيث يتهمون داود بأنه كلما عشق امرأة أخذها
إلى ذاك الجبل ؛ وأعلنها زوجة له . أما جبل صهيون الذي يقع في الجنوب الغربي لها
فهو أول مستقر للعرب العاربة بعد نزوحهم من شبه الجزيرة العربية ؛ وكانت فيها
قلعتهم التي دمرها داوود ؛ وهناك جبل بيت المقدس الذي يقع عليه الحرم القدسي .
وبوجود الجبال توجد الوديان ؛ فهناك وادي
[size=16]( قدرون ) شرقاً ووادي ( سلوان ) جنوباً ووادي ( الجبَّانة ) ووادي الأرواح وهو مدفن
للموتى هذا الموقع الجغرافي للقدس يجعلها أشبه بالقلعة حيث كانت أمام الغزوات التي
تأتي من البحر ؛ ترى الغزاة دون أن تُرى . وبالتالي فهي موقع استراتيجي له أهمية
كبيرة ، ومحمي طبيعياً .
[size=16]من هذا الموقع الجيو سياسي المهم فقد كانت ولا تزال تشكل ؛ محل حسم المعركة لعرب
بلاد الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية مع الغزاة كما كانت مسرح الصراع ما بين
الإمبراطوريتين الفارسية والرومية الذي استمر قرابة الستة قرون ؛ ولم ينته إلا بمجيء
التحرير العربي لها إبان الفتح الإسلامي ، فالسيطرة عليها بمثابة إعلان النصر .
[size=16]كما أن كل من يريد حماية بلاده ومملكته من العرب أمام الغزاة فإن معركته يكون
مسرحها فلسطين ؛ وكذلك فعل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعماد الدين الزنكي
وصلاح الدين الأيوبي وقطز المملوكي والهاشميون ومن قبلهم حاكم سورية
( انطيوخوس ) السلوقي (203 ق.م) والمصريون أيام حكم رحبعام بن سليمان لها ( 97
ق0م) والفرعوني (سكوباس) البطلمي (199 ق0م) والفرعون (نخاو) المصري (160
ق0م ) وكذلك العراقيون أيام نبوخذ نصر (588 ق0م) ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا .
[size=16]لذلك فإن وجود الكيان الصهيوني اليوم فيها ؛ يمثل قاعدة عسكرية أمريكية في قلب
الوطن العربي ، لحماية المصالح الأمريكية وخصوصاً النفط ؛ وإشغال العرب عن التنمية
والتطور والتقدم ناهيك عن البعد الديني للقضية .
[/size][/size][/size]
طبعآ الموضوع متجدد باذن الله يتبع غدآ و أتطرق غدأ و أرجع الى 1948 و نبدأ نتكلم غدآ عن حرب 1948 و بداية سقوط فلسطين بيد اليهود و نتكلم عند دور الدول العربية في الصراع العربي مع كيان اليهود المغتصب ( الكيان الصهيوني )
الذين قال الله فيهم
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ) [/size]