8 مارس والمراة المسلمة

تنتابني رغبة في الصراخ ,ويجتاح كياني قلق شديد ,كلما سمعت
عبارة * 8 مارس * هذا الرقم الذي يطل علينا
كل سنة بنفس الحلة وفي نفس الموعد...وهذا لا يعني بأية حال , أن مرجع ذلك
هو اعتزازي بهذا اليوم الذي يسمونه عيد المرأة , أو سببه حنيني واشتياقي
إليه و لكن...لرغبتي الشديدة بأن أقول لكل هؤلاء الذين يدعون حماية المرأة
باسم الدفاع عن حقوقها و انقاذها من العنف ...أن الإحتفاء بهذا اليوم لا
يهمني لأنه ليس عيدي ....! ولا يجب أن يكون عيدا لنا نحن
المسلمات...أتعرفون لماذا ؟ الجواب في غاية البساطة : أولا لأنه يوم لم
ينزل به الله من سلطان ,ثانيا لأن هذا العيد لا يمثلنا ولأن المسلمات لسن
بحاجة إلى من يحفظ كرامتهن و يدافع عن حقوقهن,فدينهن الإسلام وفر عليهن ذلك
,وكان له السبق في هذا المجال منذ آلاف السنين ...فكان أول من ضمن للنساء
حقهن في الإرث والنفقة والعشرة الطيبة بين أحضان الأسرة وحتى مع الزوج الذي
ملكها ح الإسلام حرية اختياره بنفسها ,مسجلا بذلك أقدم ,وأول خطوة في
الدعوة إلى تأمين المرأة من غدر الزمان و صروفه .ثم أمرها بالتعلم جنبا إلى
جنب مع الرجل ,لحكمة بالغة منه تعالى ,وهي أن المرأة المتعلمة خير بكثير
من الجاهلة ,و لأن في ثقافتها كل الخير لهذا المجتمع , فحقق بذلك مفهوم
المساواة بين الرجل والمرأة , من حيث القدرات العقلية ,على جل المستويات
مبعدا بذلك كل تمييز بين الجنسين و على كل الأصعدة.
ولم يمانع هذا الدين العظيم أبدا ,في خروج المرأة للعمل خاصة إن استدعت
الضرورة ذلك ,والشاهد على ما أقول,هو تاريخنا الحافل بالمواقف النسائية
العظيمة و الأعمال الرائعة التي قامت بها العديد من الصحابيات الجليلات
,فمنهن من خرجن إلى ساحات القتال وعملن فيها ممرضات للجرحى من
المجاهدين...ومنهن من عملن كمعلمات فساهمن في نقل مختلف العلوم الشرعية
وغيرها للناس...ومنهن من مارسن التجارة بما أحل الله ,فكن رمزا للمرأة
المسلمة العملية...أفلا يدل كل ما سبق على عظمة هذا الدين؟ بلا والله
...وإني لأحمد الله على انتمائي إليه ..! ويكفينا فخرا نحن النساء
المسلمات,أن الله شرف المرأة المسلمة ورفع من مكانتها في المجتمع, بأن أنزل
في القرآن العظيم المقدس ,سورة جامعة شاملة اسمها :" سورة النساء
"....وبالتالي لا أرى في خطابكم يا من تدعون حماية المرأة وصيانة حقوقها
الشيء الجديد...! كما أن اللغةالتي تتحدثون بها ,لغة أخالها غريبة عنا نحن
المسلمات ,بعيدة كل البعد عن ثقافتنا ..عن المفهوم الذي نعرفه ونستوعبه
ونؤمن به..!
ولا أجد في دعوتكم سوى صورة من النفاق والتحايل...ورغبة في فتح دروب مظلمة
تتلاعب بالمرأة كتلاعب الريح بأثواب الأفاعي...! وبالمقابل سأرد على
خطابكم بكلمات ليست كلماتي, ولكنها كلمات الفطرة الصافية ,والعقل السليم:لا
تجهدوا أنفسكم,فالمسلمات أكثر بهاء بإصرارهن على ارتداء الحجاب,و ببتمسكهن
بالقيم الدينية والأخلاقية للإسلام,ثم برفضهن إبعاد معول التقاليد التي
عشن فيها ,رغم أنف كل الأعداء والحاقدين ,ورغم أنف كل المتربصين والساعين
لإفساد هذا الدين,ورغم أنف كل من يدعي حبه للمرأة وهو أول مضطهد لها
,بتقديمه لها وردة مدسوسة بالسم في كل مناسبة اسمها 8 مارس.