تهويد القدس وحصار غزة.. معركة واحدة ؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس هناك شك بأن حصار غزة سببه هو أنها اختارت المقاومة يوم أراد أعداء شعبنا إسقاطها.. فتصريحات الإحتلال التي لا تتوقف عن إرادته إسقاط ما أنتجته الإنتخابات هي الشاهد من أهلها.. وللتذكير فقط فحصار غزة هو جريمة ضد الإنسانية بحسب القانون الدولي، أي أعلى رتبة من جرائم الحرب التي ارتكبها الإحتلال.. وكاذبوا الديمقاطية وحقوق الإنسان ابتلعوا ألسنتهم عندما وصل الأمر لحقوق الإنسان في غزة.. فغياب الدواء لا يناهض حقوق الإنسان،، الآن هناك 300 مريض بالفشل الكلوي مهددون بحيواتهم لغياب الدواء،، وغياب الغذاء ليس جريمة تستحق العقاب، إغلاق المعابر ليس عقوبات جماعية ضد شعب يدافع عن حقوقه (ولو كان فيه مجرمون لكانت جريمة ضد الإنسانية) .. وفي هذا الوقت، شعبنا المدّعى عليه بالإرهاب.. فهو يرهب دولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط (كما كانوا يسمّون أنفسهم) .. فهم يحترمون الحياة الإنسانية !! وكم سيتكلم الإعلام المؤيد لهم إن قاموا بإسعاف طفل فلسطيني ،، أو أدخلوا شحنة مواد غذائية (لا تكفي ليوم واحد) .. طبعا إعلامنا والمتضامنون غائبون تماما عن ساحة الفعل،، والساحة الإعلامية،، فآخر مظاهرة خرجت لكسر الحصار أمام سفارات الإحتلال كانت في آخر أيام الحرب على غزة.. هناك توقفت التظاهرات..
على كل حال،، بينما تحاصر غزة في دوائها وغذائها وسفر طلبتها و عامليها، هناك حصار يضرب على القدس والضفة.. لكنه حصار من نوع آخر. فالضفة يقوقعها جدار اسمنتي سميك ومرتفع، يمنع الطالب عن مدرسته، والمزارع عن مزرعته، والمريض عن مستشفاه، بل ويمنع أبناء الشعب الفلسطيني عن أبناء الشعب الفلسطيني.. والحال لا يقف هناك،، فمع الجدار هناك المستوطنات التي تحيط ببيوت الفلسطينيين وتأكل أراضيهم.. والجدار يبنى على مصادر الثروة المائية للشعب الفلسطيني.. ليتذكر من يتذكر أن المعركة مع الإحتلال ليست مسألة حدود فقط، بل هي صراع على كل مقوّمات البقاء الفلسطيني.. من يسمع مصطلح التوسّع الإستيطاني خارج فلسطين ، يظن بأنه أمام شعب يعاني الإكتظاظ السكاني بشكل رهيب، فهو مسكين مضطر لتوسيع مستوطناته عسى أن يخفف هذا الإكتظاظ،، وأما شعبنا "الكاره للسلام" فهو يعتدي على هؤلاء بالرغم من أنه يعيش حياة الملوك على أرضه ( المحتلة ؟؟ ) .. ومرة أخرى نحن الحاضر الغائب.. فاتفاقات جنيف تقول بأنه لا يحق للمحتل تغيير المعالم الجغرافية للأرض التي يحتلها، فلا الجدار ولا المستوطنات "التّوسّعية" أمر يمكن التفاوض بشأنه، بل هي مخالفات تستوجب الملاحقة القانونية في كل دولة وقعت على اتفاقات جنيف (معظم دول العالم) ، بكلام آخر، فإن الكلام الذي لا يتوقف عن أن الإحتلال سيمن على النّاس بوقف الإستيطان ما هو إلا جعجعة لا فائدة منها وكذب على الناس، إذ أن الموقف القانوني الذي ينبغي اتخاذه هو البدء بفرض عقوبات اقتصادية على دولة الإحتلال ووقف صادرات السلاح إليها بحسب الإتفاقات الدولية، حتى تزيل كل المستوطنات و الجدار الذي بنته على الأرض المحتلة، لا الطلب إليها بتجميد الإستيطان (يعني ممكن يجمدوا الإستيطان ل 24 ساعة ثم يعيدوا البناء هل يصير البناء شرعيا.. )
في هذه الأثناء، يتم دوما التركيز على نقطة واحدة وهي موقف شعبنا من كل ذلك.. لماذا يا شعبنا ترفض السلام الذي يتنازل لك به المحتلون مع كل "آلامه" فهم سيتركون قطعة من أرضك دون مستوطنات، لكنها ستكون محاطة بالحواجز و الجدار والمستوطنات، وستكون معابر قطعة الأرض هذه تحت سلطة الإحتلال برا وجوا (ليس هناك بحر في الضفة ) . فإذا رفضت يا شعبنا ما يقدمه الإحتلال فأنت لا تريد السلام، وإذا رفعت يدك تطالب بوقف الإحتلال فأنت تحرض على العنف، وإذا رفعت الحجر أو السكين أو البندقية فأنت إرهابي.. يعني عليك يا شعبنا أن تقبل بما يقبل به الإحتلال وتشكره على ذلك !! بالرغم من أن القانون الدولي مرة أخرى يقول وبحسب اتفاقات جنيف، بأن الشعب المحتلة أرضه يحق له حمل السلاح ومقاومة الإحتلال ومن واجب الدول الاخرى مساعدته على ذلك.. (يعني اتفاقيات جنيف تحرض على الإرهاب؟ )
ضمن هذه المعادلة يحق للمحتل ما لا يحق لغيره، أصبح تهويد القدس أمرا طبيعيا، ولا يحق لشعبنا الإعتراض.. فليهنأ الإحتلال بتجميد الإستيطان في الضفة و الذي لن يحصل، وفي المقابل يهنأ الإحتلال ببناء المستوطنات في القدس.. ولا بأس إن كان هذا البناء مخالفا للقانون الدولي فعلينا محاورة الإحتلال، ولا داعي لذكر اتفاقات جنيف والمطالبة بمحاكمة الإحتلال الإلتزام بشروطه ولو خالفت القانون الدولي، فهذا شأن الإرهابيين الذين لا حوار معهم.. فيستمر تهويد القدس (أم حصارها ؟؟ ) و يستمر حصار غزة لأنها ترفض ما يرفضه أي إنسان سليم الفطرة.. ان يعيش دون حريته على أرضه !!
م.ن