غزة - وقف الشيخ سائد كحيل إمام مسجد السدرة بمدينة غزة بعد الصلاة يدعو المصلين ميسوري الحال للمساهمة بشراء مولد للكهرباء يزود المسجد بما يحتاجه من كهرباء لإضاءته وتشغيل المراوح الكهربية التي تلطف من أجواء غزة الحارة تيسيرا على الراغبين القيام والاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان.
هذا هو حال مساجد قطاع غزة التي استقبلت الشهر الكريم بمولدات الكهرباء لإضاءة المساجد وتشغيل المراوح الكهربية خلال ليالي رمضان الذي يطول فيه المكوث في المساجد لصلاة التراويح وقيام الليل وحتى للإفطارات الجماعية التي تقيمها الجمعيات الخيرية والمحسنون لفقراء القطاع داخل المساجد.
رمضان بدون كهرباء
وفي هذا العام يأتي شهر رمضان وقطاع غزة يعيش في شبه ظلام دامس بعد أن دمرت إسرائيل المولدات والمحولات الكهربائية التي تزود قطاع غزة بالكهرباء بالصواريخ خلال الحملة التي أطلقت عليها "أمطار الصيف" قبل 3 أشهر تقريبا بعد عملية "الوهم المتبدد" وأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط على يد فصائل المقاومة الفلسطينية في 25-6-2006.
ومنذ ذلك الحين وقطاع غزة يعيش بدون كهرباء على مصابيح الكيروسين والشموع التي تضاعفت أسعارها عدة مرات.
أبو يحيى إمام مسجد الجمعية الإسلامية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة أوضح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أنه ومنذ أن انقطع الأمل من قبل أهالي غزة في عودة الكهرباء تداعى سكان الحي الذين يرتادون المسجد لشراء مولد للكهرباء خاصة خلال شهر رمضان، في ظل أجواء الصيف الحارة التي تخيم على القطاع واكتظاظ المباني الإسمنتية؛ نظرًا لضيق مساحة القطاع.
وسجلت مولدات الكهرباء ارتفاعا ملحوظًا بعد انقطاع الكهرباء عن قطاع غزة منذ 3 أشهر حيث يبلغ سعر مولد الكهرباء من 1500 دولار إلى 4000 دولار، ويزيد السعر كلما زادت حجم الطاقة الكهربائية التي ينتجها المولد.
وباتت أغلب المؤسسات والوزارات والجامعات في قطاع غزة تعمل على مولدات الكهرباء لتيسير أعمالها اليومية.
وحتى الذين يعتمدون على مولدات الكهرباء يواجهون أحيانا صعوبات عديدة خاصة عند انقطاع مشتقات البترول التي تعمل عليها المولدات نتيجة إغلاق إسرائيل المتكرر للمعابر الفلسطينية التي تربط الأراضي الفلسطيني بإسرائيل التي تعتبر المزود الوحيد لقطاع غزة بالبترول.
أبو سمير أحد ميسوري الحال بحي التفاح بمدينة غزة أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" اتفاقه وعدد من أهل الخير في الحي على شراء مولد للكهرباء لإضاءة مسجد الحي وتشغيل المراوح الكهربية ومكبرات الصوت خلال ليالي شهر الصيام والقيام.
ويزداد إقبال الفلسطينيين كباقي مسلمي العالم على المساجد بشكل ملحوظ عن باقي أشهر السنة، وتكتظ مساجد فلسطين بالمصلين خلال صلاة التراويح وقيام الليل في ليالي الشهر الكريم والذي يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.
وخلال شهر رمضان تقام موائد الرحمن "إفطارات جماعية" داخل المساجد لفقراء فلسطين والتي تتبرع بها الجمعيات الإسلامية المنتشرة في قطاع غزة والضفة الغربية وأهل الخير.
سحور على ضوء الشموع
ومع بداية شهر رمضان وجد الفلسطينيون أنفسهم مجبرين على تناول طعام الإفطار والسحور على ضوء الشموع والمصابيح التي تعمل بالكيروسين وعلى مولدات الكهرباء التي تحدث ضجيجا عاليا لدى ميسوري الحال، وهم قلة في القطاع حيث يرزخ أكثر من 60% من أهالي القطاع تحت خط الفقر.
وتستغل العائلات في قطاع غزة شهر رمضان للاجتماع على مائدة واحدة فيجتمع الأب والأم وأبناؤهما وزوجات الأبناء حول مائدة الإفطار يتناولون من طبق واحد يشتركون في إعداده.
ويرى أبو محمد عبد العال أن رمضان الحالي سيكون مختلفًا عن أي رمضان مر على الفلسطينيين من كافة النواحي؛ "فالأوضاع الاقتصادية في الحضيض، وغزة بلا كهرباء، والهجمة الإسرائيلية تزداد".
وتابع أبو محمد: هذه الأوضاع أعاقت الفلسطينيين في تواصلهم مع ذوي أرحامهم، حيث اعتاد الفلسطينيون على استغلال شهر رمضان في زيادة التزاور فيما بينهم وصلة الأرحام وخاصة بعد صلاة التراويح، وقال: "نحن نتزاور بعد صلاة التراويح ليلاً، ولكن انقطاع نور الكهرباء سيشكل لنا مشكلة وإحراجًا، خاصة أن رمضان يأتي علينا هذا العام وما زالت الأجواء حارة والرطوبة مرتفعة".
وقد خطت جمهورية مصر العربية مؤخرًا خطوة في تزويد مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالكهرباء المصرية، فيما وعد السفير المصري في الأراضي الفلسطينية أشرف عقل قبل أيام بزيادة الطاقة الكهربائية التي تزود بها مصر مدينة رفح لتغطية أرجاء المدينة.
وترفض إسرائيل إدخال المعدات اللازمة لإصلاح مولدات الكهرباء في قطاع غزة نتيجة إغلاقها للمعابر التجارية.